انتقل إلى المحتوى الرئيسي

عن غزة أونلاين

مؤسسة تقنية غير ربحية تُعنى بضمان استدامة الاتصال والخدمات الرقمية في أوقات الأزمات وما بعدها

من نحن

غزة أونلاين هي مؤسسة تقنية غير ربحية، تعمل على تصميم وبناء بنية تحتية رقمية تضمن استمرارية الاتصال والخدمات الرقمية الأساسية في أوقات الأزمات وما بعدها.

ينطلق عملنا من إيمان راسخ بأن الاتصال ليس رفاهية، بل ضرورة أساسية تمسّ قدرة الأفراد والمجتمعات على التواصل، التعلّم، الحصول على الرعاية الصحية، والمشاركة في الحياة الاقتصادية.

بدأت غزة أونلاين كاستجابة عاجلة لانهيار واسع في خدمات الاتصال داخل قطاع غزة، ثم تطورت إلى منصة تقنية إنسانية تتسم بالمرونة وقادرة على العمل في ظروف شديدة القسوة.

واليوم، نركّز على بناء وتشغيل بنية تحتية رقمية مستدامة تمكّن الأفراد، والمؤسسات، ومكوّنات المجتمع المدني من البقاء على اتصال في أوقات الانقطاع، والتعافي.

غزة أونلاين مؤسسة غير ربحية مسجّلة رسميا، مقرّها مدينة سياتل بالولايات المتحدة الأمريكية، وتعمل في سياقات متأثرة بالأزمات حيث يشكّل الاتصال عنصرًا حاسمًا للحياة اليومية.

لماذا الاتصال

يعد الاتصال بشبكة الإنترنت من أهم مقومات الحياة المعاصرة. فهو يمكّن الأفراد والمؤسسات من التواصل، التعلّم، تقديم الرعاية الصحية، المشاركة في النشاط الاقتصادي، والانخراط في الشأن العام. وعندما يتعطّل هذا الوصول، تفقد هذه الأنظمة المجتمعية قدرتها على العمل — ليس لقصور في ذاتها، بل لتعطل آلية المشاركة. وفي أوقات الأزمات خاصة، يتحوّل الاتصال إلى ضرورة تُمكّن استمرار أساسيات الحياة اليومية.

في غزة، لا يُنظر إلى الاتصال بوصفه أمرًا مُسلّمًا به. فهو غالبًا متقطّع، غير مضمون، أو خارج متناول فئات واسعة من الناس. وحتى حين يتوفر شكليًا، نادرًا ما يكون بالدرجة التي تسمح للأفراد أو المؤسسات بالاعتماد عليه في إدارة شؤونهم اليومية أو أداء أدوارهم الأساسية.

هذا الواقع يجعل أي محاولة للتعلّم، أو تقديم الرعاية، أو العمل، أو التنسيق المجتمعي، جهدًا هشًا بطبيعته، مرتبطًا بظروف متغيّرة لا يمكن التحكم بها أو البناء عليها على المدى الطويل.

ومن هنا جاءت غزة أونلاين. فدورها لا يقتصر على التدخل عند الانقطاع، بل يتمحور حول بناء قدرة على الاتصال بشكل مستدام، يمكن الاعتماد عليه عبر فترات الاضطراب، والتعافي، بما يتيح للناس والمؤسسات أن تعمل بثبات أكبر، حتى في أكثر السياقات تعقيدًا.

ما الذي بنيناه

لم تبنِ غزة أونلاين خدمة واحدة، بل طوّرت بنية تقنية متكاملة للاتصال، صُمّمت لتعمل في بيئات يسودها الانقطاع، والقيود، وعدم الاستقرار. ما بدأ كاستجابة عاجلة لانهيار واسع في شبكة الاتصالات داخل غزة، تحوّل مع الوقت إلى منصة تشغيلية تُستخدم بمرونة لدعم الأفراد، والمؤسسات، ومبادرات المجتمع المدني بطرق متعددة.

اليوم، تُستخدم هذه المنصة عبر مسارات مختلفة، بحسب طبيعة الحاجة وسياق الاستخدام.

منصة توزيع ذكية للأفراد

طوّرت غزة أونلاين منصة توزيع ذكية لإدارة إتاحة الاتصال للأفراد بشبكة الإنترنت وفق معايير عادلة تراعي مستوى الحاجة، والأهلية، والموارد المتاحة.

تعتمد هذه المنصة على تخصيص الاتصال عبر شرائح إلكترونية متصلة بشبكة تجوال افتراضية، ما يتيح توفير الاتصال بشكل مستقل عن حالة البنية التحتية المحلية. ويُدار هذا النظام بطريقة قابلة للتكيّف مع تغيّر الواقع الميداني، ومصمَّم للعمل في ظل محدودية الموارد، بما يهدف إلى ضمان استمرارية الاتصال للأفراد في أكثر الأوضاع تعقيدًا.

الشراكة مع المجتمع المدني

تقوم غزة أونلاين من خلال برنامج الشراكة بدعم جهات قائمة تؤدي أدوارًا حيوية داخل غزة، مثل التعليم، والرعاية الصحية، والإعلام، والعمل المجتمعي. ويأتي هذا الدعم من خلال توفير اتصال يمكن الاعتماد عليه، يسمح لهذه الجهات بالتركيز على مهامها دون أن يكون الانقطاع عائقًا.

في هذا النموذج، لا تُدار الجهود بشكل منفصل، بل ضمن بيئة أكثر ترابطًا، يَسهل فيها التنسيق واستمرار العمل. وبهذا، يصبح الاتصال عامل استقرار يعزّز أثر هذه المبادرات بدل أن يظل نقطة ضعف في مسارها.

بنية تحتية تشاركية

تم تصميم البنية التقنية لغزة أونلاين بحيث لا تقتصر فائدتها على جهة واحدة. فبدل أن تضطر كل مبادرة تعمل على نفس رسالة تمكين الاتصال في غزة إلى بناء أنظمة اتصال خاصة بها، تتيح غزة أونلاين استخدام ما تم تطويره بالفعل من أدوات وأنظمة وقدرات تشغيلية.

هذا النهج يخفّف من تكرار الجهود، ويتيح للمبادرات المختلفة أن تبدأ من نقطة متقدمة، وتعمل بوتيرة أسرع، وبقدر أعلى من التنسيق. وبهذا، يتحوّل الاستثمار في البنية التحتية إلى أثر أوسع يمتد عبر المنظومة ككل، بدل أن يبقى محصورًا في مبادرات منفصلة.

اتصال يتجاوز الحدود

يمتد نطاق عمل غزة أونلاين ليشمل جمهورًا عالميًا من خلال متجر السفر الخاص بها. ففي هذا السياق، تُستخدم نفس البنية التقنية التي تضمن استمرارية الاتصال داخل غزة لتوفير اتصال موثوق للمسافرين أثناء تنقّلهم.

وتُعاد توجيه عائدات هذا الاستخدام لدعم توفير اتصال مجاني أو مدعوم للأفراد في غزة، بما يربط بين الاستخدام العالمي للبنية التقنية واستدامة المهمة الأساسية دون فصل بينهما.

ما هي آلية التشغيل

تعمل غزة أونلاين كمنصة تقنية تُدار وفق مبادئ واضحة تقوم على الموثوقية، والعدالة، والمساءلة. وقد صُمّمت أنظمتنا لتبقى قابلة للتشغيل في بيئات تتسم بعدم الاستقرار، مع الالتزام بقواعد تشغيل محددة، وضوابط استخدام، وآليات إشراف تضمن سلامة المنظومة واستدامتها.

يتم توفير الاتصال ضمن مسارات تشغيل منظمة تراعي توازنًا دقيقًا بين مستوى الحاجة، وتوفر الموارد، والقيود التشغيلية القائمة. وتُراجع الطلبات وتُنفّذ من خلال عمليات مؤتمتة وشبه مؤتمتة، تستند إلى معايير أهلية واضحة، وضوابط استخدام، وآليات وقائية تحدّ من سوء الاستغلال.

في حالات الاستخدام المؤسسي أو عبر الشراكات، توفّر غزة أونلاين أنظمة توزيع وأدوات تقنية تُمكّن الجهات العاملة في غزة من دعم كوادرها أو المستفيدين من برامجها، وذلك ضمن إطار اتصال مُدار تشغّله غزة أونلاين. وتبقى الجهات الشريكة مسؤولة عن برامجها وآليات عملها، وعن ضمان استخدام الاتصال بما يتوافق مع أهدافها، وشروط استخدام غزة أونلاين، والقوانين المعمول بها.

وعبر جميع أنشطتها، تلتزم غزة أونلاين بسياسات رسمية تنظّم مسؤولية التعامل مع البيانات، وحماية الخصوصية، وضوابط الاستخدام المقبول، والامتثال للأطر القانونية المعمول بها، بما في ذلك القوانين الدولية ذات الصلة. وقد صُمّمت عملياتنا لتقليل جمع البيانات إلى الحد الأدنى اللازم، وحماية المعلومات الحساسة، ومتابعة أي أنماط استخدام قد تشير إلى سوء استغلال. وفي حال رصد مخالفات واضحة، توجد آليات محددة تتيح تعليق الخدمة أو إيقافها بما يحفظ سلامة المنصة والالتزام بالمعايير المعتمدة.

كيف نُحقق الاستدامة

يرتكز عمل غزة أونلاين على تصميم وتنفيذ وتشغيل بنية الاتصال الرقمية. فإتاحة اتصال موثوق، والحفاظ على الأنظمة التي تُمكّنه، ليست أنشطة مساندة، بل جوهر المهمة الإنسانية التي نقوم بها.

ولتحقيق هذه المهمة، تطوّر غزة أونلاين وتُشغّل منصة اتصال واحدة تخدم سياقات متعددة. ففي غزة، يُقدَّم الاتصال مجانًا أو بدعم جزئي حيث تكون الحاجة أشدّ والانقطاع أكثر تأثيرًا على الحياة اليومية. وفي سياقات أخرى، تُستخدم المنصة ذاتها لتوفير خدمات الاتصال بمقابل مادي، سواء من خلال دمج البنية التقنية داخل برامج خاصة بمؤسسات ومبادرات أخرى، أو عبر استخدام الشبكة الخاصة بنا من قبل المسافرون حول العالم. ويُنظر إلى هذه الاستخدامات المختلفة بوصفها امتدادًا عمليًا لمنصة واحدة، لا أنشطة منفصلة عنها.

يشكّل البحث والتطوير والتحسين المستمر للمنصة جزءًا أساسيًا من هذا العمل. ويعاد استثمار العائد من الخدمات المدفوعة، إلى جانب الدعم الخيري، في صيانة المنصة وتطويرها، وتوسيع قدرتها التشغيلية، وضمان استمرارية توفير الاتصال المجاني أو المدعوم في غزة.

ويتيح هذا النموذج لغزة أونلاين أن تعمل باستدامة واستقلالية، وأن توسّع نطاق عملها بصورة مسؤولة، مع الحفاظ على معايير حوكمة واضحة، دون الابتعاد عن غايتها الإنسانية الأساسية.

ما هي رؤيتنا المستقبلية

ينطلق توجه غزة أونلاين المستقبلي من مبدأ الاستدامة وتعميق الأثر، لا من التوسع لذاته. ومع تطوّر احتياجات الاتصال، نركّز على تطوير البنية التي أنشأناها بحيث تظل قادرة على خدمة أنماط وصول مختلفة، مع الحفاظ على موثوقيتها في ظروف الانقطاع وعدم الاستقرار.

ويشمل ذلك البحث والتجريب في طرق متعددة لتوفير الاتصال، تتضمن الوصول الفردي، والمشترك، والمؤسسي، إضافة إلى دراسة مسارات بديلة للاتصال تعمل في ظروف متفاوتة من الاضطراب والانقطاع. وتهدف هذه الجهود مجتمعة إلى توسيع نطاق الوصول وتعزيز مرونة الاتصال عبر مستويات متعددة.

كما ننظر في خدمات رقمية تعتمد على الاتصال كشرط أساسي للتواصل، والعمل، والتنسيق المجتمعي، والمشاركة الاقتصادية، لا سيما في السياقات التي تظل فيها هذه القدرات مقيدة بشكل بنيوي.

ويُدار أي تطوير مستقبلي بشكل تدريجي ومسؤول، بناءً على الجاهزية التشغيلية والحاجة الفعلية، بهدف الحفاظ على بنية اتصال قابلة للتكيّف والاستدامة عبر فترات الأزمات والتعافي، دون فقدان وضوح الغاية أو سلامة الحوكمة.